ملخص بحث: المخالفات العقدية في زمن الأوبئة.
الباحثات:
– د. أسماء بنت سليمان السويلم، أستاذ العقيدة، جامعة الملك سعود.
– د. فوز بنت عبداللطيف كردي، أستاذ العقيدة المشارك، جامعة الملك عبد العزيز بجدة.
– د. نورة بنت شاكر الشهري، أستاذ العقيدة المساعد، جامعة المجمعة.
يتناول هذا البحث دراسة منهج العقيدة الصحيحة في التعامل مع البلاء، ليسهم بالكشف عن المخالفات العقدية التي تفشو في زمن الأوبئة خاصة لتحذير الناس منها؛ فمن النفوس من تضعف وقت الأزمات، فتُستغل ماديًا ونفسيًا من قبل المحتالين والدجالين ناشري البدعة والخرافة؛ فتُقبل على ما تظن فيه نجاتها وهو هلكتها على الحقيقة.
ولما كانت المخالفات العقدية في زمن الأوبئة لها صور متعددة، وتختلف وجه مخالفة كل صورة عن الأخرى، احتيج إلى جمع ورصد ما يُحدث الناس من مخالفة لمقتضى العقيدة الصحيحة في زمن الأوبئة، وبيانه وكشف خطئه وخطره ليحذر الناس منه، ودراسة منهج العقيدة الصحيحة في التعامل مع البلاء بالوباء وابرازه ليتميز عن البدعة.
وقد خرجت هذه الدراسة في تمهيد عن بيان حفظ الشريعة للدين. وثلاثة مباحث؛ الأول: تعريف الأوبئة، وبيان الهدي النبوي في التعامل معها. ويرصد الثاني: المخالفات العقدية الناتجة عن عدم اتباع الهدي النبوي. بينما يجمع الثالث: المخالفات العقدية الناتجة عن الفتنة بالأسباب الوهمية.
وتضمنت الخاتمة أبرز النتائج، ومنها: اشتراك السلوك المجتمعي غالبا عند وقوع الأوبئة والجوائح في ممارسات متشابهة تخالف العقيدة الصحيحة بدافع من القلق أو الجهل. وأهمية المنهج العقدي الصحيح في مواجهة الأوبئة وضرورة نشره وهداية الناس إليه. وأن انتشار الممارسات والسلوكيات المخالفة للعقيدة في زمن جائحة كورونا متنوع في أحكامه وصوره، ويتطلب توعية وتنبه وتنبيه من المختصين. كذلك بينت استغلال أهل الأهواء والبدع ظروف الجائحة لنشر باطلهم، ومن ذلك الفكر الباطني الحديث وممارساته الروحانية، تحت دعوى الوقاية أو العلاج. وأن المخالفات العقدية الحاصلة زمن الأوبئة يختلف حكمها وشدة تحريمها، من وقوع في الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر أو البدع المحرمة مما ينافي التوحيد أو كماله، ومن وقوع في المكروهات التي تنافي كمال الايمان المستحب، فليس كل المخالفات العقدية توقع صاحبها في الكفر والشرك؛ لذا وجب التحذير من باب التكفير وبيان ضوابطه للدعاة والمسؤولين.
وأوصت الدراسة بنشر الهدي النبوي الصحيح في زمن الأوبئة بين الناس وتحفيزهم لتطبيقه؛ فهو ضمان لدينهم وصحتهم، ودافع لامتثال الاجراءات الاحترازية الرسمية لتوافقه معها. وربط التوعية الصحية بالجانب الايماني والاعتقادي وربطه بهدي النبي ﷺ، وعقيدة المسلم في الثواب والعقاب من الله تعالى، فهذا يعزز من انقياد الناس لهذه التوجيهات.