يدعي أصحاب (العلاج الانعكاسي) ارتباط مواضع في القدم أو اليد أو الأذن بمناطق أو أعضاء أخرى من الجسم، ويسمونها (نقاط الانعكاس)، ويتخذون لطريقتهم العلاجية المزعومة مخططات وخرائط رُسمت فيها أعضاء الجسم المتنوعة على القدم أو اليد أو الأذن.
سيكون الحديث في هذه المقالة عن علم منعكسات القدم فقط، وإن كان ممكنًا أن يستفاد منها في نقد وتمحيص جميع أنواع المنعكسات.
يعتمد ممارس العلاج الانعكاسي على النظر في المخطط للتحقق من موضع المرض الذي يشكو منه العميل.
وعلى وفق ما ورد في دليل آليات التشخيص لأخصائيي علم المنعكسات فإن من التعليمات التي يجب اتباعها أثناء فحص القدم ما يأتي:
- البحث عن الأماكن التي يشعر فيها الشخص بالألم عن طريق تحسسها وسؤاله عن مدى ألمه.
- التحقق من الرسوم التوضيحية المرفقة لتحديد أي جزء من القدم يتوافق مع الجزء المؤلم من الجسم.
- إخبار المريض بأنه يعاني من مشكلة في ذلك العضو، أو أن لديه قابلية أن يعاني من ذلك في المستقبل.
وإذا تم العثور على مرض أو مشكلة ما في العضو المقابل لنقطة الانعكاس، فإن هذا يثبت صحة (علم العلاج الانعكاسي)، وإذا لم تكن هنالك مشكلة أو مرض في العضو المشار إليه فإن ذلك لا يشكل قلقا لأصحاب هذا العلاج الانعكاسي؛ بل إنهم يزعمون أنه يدلُّ أيضًا على صلاحيته؛ لأنه يقدم تنبؤات وتوقعات لمشاكل في المستقبل، ويعتبرون منهجيتهم المتبعة في تأكيد عدم الفشل إثباتًا لعلم المنعكسات.
قد يكون هذا الاستدلال الواهي واضح البطلان لأي باحث بموضوعية وحيادية؛ إلا أنه لا يعتبر كذلك عند ممارسي العلاج الانعكاسي وعملائهم الذين تأثرت نظرتهم بما هم مقتنعون به بسبب تجاربهم الشخصية التي أظهرت لهم كونه علاجًا فعالًا.
يستخدم أخصائيو قزحية العين، وأخصائيو الوخز بالإبر الأذني منهجية مشابهة لخرائط العلاج الانعكاسي بالقدم، حيث يقومون بتركيب أعضاء الجسم على قزحية العين، أو على الأذن.
نبذة تاريخية:
قام (ويليام إتش فيتزجيرالد William H. Fitzgerald) -دكتوراه في تخصص الأذن والأنف والحنجرة-في أوائل القرن العشرين (١٩١٣م) بإدخال علم المنعكسات إلى الولايات المتحدة وتقديمه كعلاج، وأطلق عليه “علاج المناطق”، وكان قد قسم الجسم إلى عشر مناطق عمودية، يُدّعى أنها تتطابق مع أصابع اليدين والقدمين، وكان يُدرّس أن “طاقة كهربائية حيوية” تتدفق من هذه المناطق إلى “نقاط الانعكاس” في اليدين والقدمين، وقد اشتملت طريقته العلاجية على ربط نوابض سلكية حول أصابع القدم.
ثم قامت (يونيس د. إنجهام Eunice D. Ingham) بتطوير علم المنعكسات في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين مع التركيز على القدمين.
وفي الآونة الأخيرة، روجت كتب (ميلدريد كارتر Mildred Carter) -وهي طالبة سابقة من مدرسة فيتزجيرالد- لعلم منعكسات القدم، وأظهرته كعلاج صحي خارق.
تحتوي كتب (كارتر) على مزيج من الكلام الفارغ في موضوع التغذية والادعاءات الصحية المبالغ فيها، وتقول في رسالة بريدية صادرة عام ۱۹۹۳م من مكتب نشر مطبوعاتها، ما يأتي:” إن علم انعكاسات الجسم الجديد لا يتيح لك علاج أسوأ الأمراض بشكل آمن ودائم فحسب؛ بل إنه يعمل أيضًا على تأخير علامات الشيخوخة، قولي وداعًا لخطوط التجاعيد، والجلد الجاف، والبقع البنية، وتغيرات الجلد وعيوبه، فمع تطبيق انعكاسات الجسم يمكنك إجراء عملية شد الوجه في المنزل، وبدون أي ألم أو جراحة مشوهة”.
منتجات خاصة:
هناك عدد من المنتجات التجارية المبنية على نظرية علم المنعكسات، منها على سبيل المثال: الصنادل، وحشوات الأحذية، وأجهزة تدليك القدم، وعندما يتم عرض هذه المنتجات مع إدعاءات طبية، فإنها تصبح أجهزة طبية بموجب القانون، وينبغي أن تخضع للتنظيم من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على المستوى الفيدرالي، ووكالات الغذاء والدواء الحكومية.
اختبار علم المنعكسات:
قُدمت على مدى سنوات عديدة دورة في طرق البحث العامة ضمن برنامج الدراسات العليا في جامعة (لوما ليندا University Loma Linda)، وقد تعاون فيها أحد أخصائيي العلاج الانعكاسي المعتمدين -وسأرمز له في السطور التالية باسم “RD”-ليشرح نظرية علم منعكسات القدم، ويوضح طريقة تطبيقها وكيفية ممارستها- وكنت أتحدى الطلاب في تصميم تجربة منضبطة صحيحة تختبر علم المنعكسات، وبعد مرات عديدة اعترف RD أنه وعلى الرغم من كونه مؤمنًا بعلم المنعكسات، إلا أنه كان يرغب فعلا في معرفة ما إذا كان يمكن أن يصمد أمام التدقيق العلمي، وطلب إجراء اختبار حقيقي، في حين يروج عدد من المعالجين بالعلاج الطبيعي الفيزيائي في جامعة لوما ليندا لعلم المنعكسات.
وكذلك (كيلي فيريس Kelly Ferris) أخصائية العلاج الطبيعي التي كانت تعمل على رسالة الدكتوراه في العلوم الصحية في كلية الصحة العامة بالجامعة، كان لها فضول بشأن فاعلية علم المنعكسات، وعلى الرغم من أنها لم تكن تعتقد صحة انتهاء جميع الأعصاب في القدمين -كما هو منتشر في بعض الرسوم البيانية الانعكاسية-؛ إلا أنها كانت منفتحة على احتمال وجود نوع من نقاط التحول في الدماغ تربط مناطق الجسم بنقاط الانعكاس على القدم أو اليد، وقد وافقت فيريس على إجراء تجربة لنظرية علم المنعكسات تحت إشراف الدكتور (جارفيس Jarvis’s) -كاتب المقال-.
مشاكل في البحث:
مشاكل البحث التي ظهرت في هذه التجربة قدمت لنا نظرة واضحة حول أسباب انخداع الناس بإجراءات الرعاية الصحية غير العلمية، واعتقادهم بأنها تعمل فعلًا.
المشكلة المحتملة الأولى: اختبار نظام (عدم الفشل):
إن من المستحيل اختبار دعوى إمكان علم المنعكسات أن يمنع الأمراض المستقبلية أو يتنبأ بها، فهذا يتطلب أعدادًا هائلة من المشاركين في التجربة، ويستغرق أعمارًا مديدة للحصول على النتائج، واختبار أثر العلاج الانعكاسي على المرضى سيتسبب في قضايا أخلاقية لا يمكن التغلب عليها، فهو يعني حرمان المرضى من الرعاية الطبية التقليدية، وبالطبع يجب ألا يتم العبث بالبشر بهذه الطريقة، ومع ذلك فإن من الممكن تحديد ما إذا كان أخصائي علم المنعكسات يمكنه اكتشاف اضطرابات تم تحديدها مسبقا، وقد استنتجت أنا وفريس أن أخصائي علم المنعكسات الذي لا يستطيع تحديد المشكلة الحالية للمريض غير قادر على أن يتنبأ بمرض في البطن سيصيبه مستقبلًا، وقد أيد RD هذا الاستنتاج، واتفق الفريق على أن يجيب المشاركون على استبيان يحدد مشاكلهم الصحية الحالية، أو الحديثة وفقًا لمواقعهم (حسب الأعضاء).
المشكلة المحتملة الثانية: تصريح المريض بمعلوماته للمعالج بسهولة:
غالبا ما يشارك الناس بطيب خاطر ما يلزم من المعلومات حول مشاكلهم الصحية مع من يعتقدون أن لديه القدرة على مساعدتهم، أو من يبدي لهم تعاطفًا، ولأن المرضى يمكن أن يفسدوا الاختبار من خلال الإدلاء بالمعلومات التي يفترض أن يتمكن أخصائي علم المنعكسات من تمييزها من خلال فحص القدم، لم يُسمح بأي محادثة مفتوحة بين المريض والمعالج للسيطرة على هذا العامل، وتم توفير قائمة بالكلمات التي يمكن للمريض استخدامها للتواصل، وقد كتبت على أوراق يضعها المريض في حضنه، واشتملت الكلمات المسموحة على: “هذا يؤلم … قليلاً، بعض الشيء، كثيراً” ونحو ذلك، ومع أن هذه الطريقة قدمت جوًا سريريًا مختلفًا تمامًا عما يستخدمه علماء المنعكسات، إلا أن RD وافق على أن هذه الطريقة لا ينبغي أن تمنع فاعلية علم المنعكسات من العمل وفقًا لنظريته، مؤيدًا كون هذه الظروف ضرورية لمنع العميل من تقديم المعلومات للمعالج الذي ينبغي أن يحدد المشكلة ويستنتجها من خلال علم المنعكسات بمجرد لمس القدم.
المشكلة المحتملة الثالثة: التلميحات والإشارات اللاشعورية:
هناك إشارات تنبيه لاشعورية يقوم الأشخاص بإرسالها دون أن يدركوا ذلك، البعض يسميها “لغة الجسد”.
وللحد من هذه التلميحات اللاشعورية، تم فصل RD والممارسين عن المشاركين في التجربة بواسطة ستارة، فقد جلس المشاركون على كراسي خلف الستارة وتم إبراز أقدامهم للممارسين من خلال فتحة في الستارة، ووضع شخص لمراقبة التجربة في مكان يمكنه فيه رؤية كل من RD والمشاركين، بحيث يقوم بمراقبة ردود الفعل التي تظهر من قبل المشاركين، وإذا لوحظ رد فعل لم يتمكن RD من ملاحظته، يقوم المراقب بالانتظار بضع ثوانٍ ثم يطلب من RD تكرار آخر ٦ أو ۸ نقاط انعكاسية. وقد وافق RD على هذا الترتيب.
النتائج:
أكمل سبعون مشاركًا الاستبيانات التي سألت عن مشاكل محتملة في ٤۳ منطقة تشريحية موجودة حاليًا، أو كانت موجودة خلال العامين الماضيين، ورُبطت النتائج التي توصل إليها أخصائي علم المنعكسات بنموذج مطابق لاستبيان المشاركين لتحديد درجة الاتفاق، وتم تقديم النتائج على شكل مجموعة واسعة من الارتباطات، وكما هو متوقع كان خمسة بالمائة من هذا الرقم ذا دلالة إحصائية عند مستوى ۰.۰٥. وكان السؤال المهم هو: هل هذه الارتباطات قوية بما يكفي لاستخدامها كأداة فحص تشير إلى الحاجة إلى مزيد من التشخيص؟
أقوى ارتباط كان (r = ۰.۳۷) وقد كان لـ “مشاكل المعدة” التي لها قيمة تنبؤية، أي أن معامل كفاءة التنبؤ ۰.۰۷ ، مما يعني أن علم المنعكسات كان أفضل بنسبة سبعة بالمائة من التخمين العشوائي لهذه الحالة، وعلى الرغم من أن نسبة ۷٪ أفضل من التخمين العشوائي كافية لجعل مقامرٍ ما غنيًا فيتابع اللعب لفترة، إلا أنه أقل بكثير من المعيار المقبول للاختبارات الطبية، حتى أن RD أيد أن علم المنعكسات ليس طريقة مقبولة للفحص الطبي، وعلاوة على ذلك أقر RD أن علم المنعكسات لم يتمكن من العثور بشكل موثوق على مشاكل صحية معلومة حالية، فلا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأنه قادر على التنبؤ أو علاج مشاكل صحية مستقبلية، ومن ذلك الوقت اعتُبرت ممارسة RD تدليكًا بسيطًا للقدم للأشخاص الذين يرغبون بها بدون أي ادعاءات تشخيصية أو علاجية.
كما قمنا بتصميم دراسة حول القيمة العلاجية لعلم المنعكسات لم يتم إجراؤها، حيث شعرنا أنه سيكون من الصعب تبرير دراسة علاجية لنظام الشفاء الذي فشل في اختبارنا التجريبي المبدئي، وبعد بضع سنوات علمنا عن دراسة ذات تصميم مطابق تقريبًا للاختبار الذي خططنا له، وقد ادعى أنه خفف بشكل فعال متلازمة ما قبل الحيض.
قامت التجربة على اختيار 35 امرأة اشتكين من متلازمة ما قبل الحيض (PMS) وتم تقديم مجموعة عشوائية منهن لممارسات الانعكاسات في الأذن واليد والقدم، في حين عولجت مجموعة أخرى بعلاج وهمي على نقاط انعكاس صُورية، وقد احتفظت المشاركات بسجل يومي لـ 38 عرضًا جسديًا تم اختيارها من استبيانات أبحاث متلازمة الدورة الشهرية السابقة، وقد أبلغت مجموعة العلاج الانعكاسي عن أعراض أقل بكثير من مجموعة العلاج الوهمي، واستمرت هذه الفوائد لمدة شهرين بعد العلاج، وقد ذكرت مجموعة الدواء الوهمي أنهن اعتقدن أنهن تلقيْن علاجًا انعكاسيًا حقيقيًا، ولاحظ الباحثون أنه كان من الصعب جدًا تطوير مجموعة ضابطة ذات مصداقية (بحيث يكون التدليك في المجموعتين بنفس الكفاءة)، وقد كان هذا هو عيب الدراسة أو الخلل في التجربة، فقد كان التدليك المستخدم في العلاج الانعكاسي جيدًا ومهدئًا، ولكن التدليك في العلاج الوهمي وصف بأنه “إما خفيف جدًا أو شديد الخشونة”، ونحن نعتقد أن الاختلافات يمكن أن تكون ببساطة اختلافات في جودة التدليك الذي يتم تقديمه، كما هو الحال في تطبيقات الوخز الوهمي مقابل الوخز بالإبر الحقيقي، ومن المرجح أن يغير المعالجون جودة الإجراء وفقًا لتوقعاتهم الخاصة فيما يتعلق بنتائج الدراسة، وتقترح هذه الدراسة أن التدليك قد يخفف من أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، لكنها لا تثبت صحة العلاقة المزعومة بين نقاط الانعكاس وأعضاء الجسم.
يبدو أن علم المنعكسات يوهم الممارسين غير المتمرسين والعملاء بأن له قيمة علاجية بنفس الطريقة التي ينخدع بها العرافون وعملاؤهم بأن ممارساتهم فعالة، وعلى الرغم من أننا اعتبرنا هذه مجرد دراسة تجريبية، إلا أننا نتحدى أي شخص يرغب في اختبار علم المنعكسات في التحكم بالعوامل الموضحة أعلاه، ولا شك أن من يريد معرفة الحقيقة سيعمل بجد لإزالة العوامل المربكة للتجربة.
وتحسن الإشارة إلى أن السبب وراء تطور ما يسمى باختبار “التعمية المزدوجة” في العلوم الطبية هو أنه قد اتضح بالتجارب أنه من الممكن أن تكون التوقعات سببًا في تضليل الخبراء الطبيين وإن كانوا صادقين ومختصين، كما أنه من الممكن أن يتأثروا بالآثار النفسية الأخرى، فيستنتجوا خطأً إثبات نفع شيء من الممارسات التي لا قيمة لها. وقد قام (روبرتس Roberts) وآخرون بفحص خداع الأوهام السريرية من خلال مراجعة العلاجات الطبية والجراحية التي كان يُعتقد أنها فعالة في الوقت الذي تم الإبلاغ عنها في البحوث والمؤلفات، ولكن تبين لاحقًا أنها غير فعالة في الدراسات مزدوجة التعمية التي يتم التحكم فيها، واستقر البحث والتحليل العشوائي على استئصال الكبيبات لعلاج الربو، والليفاميزول لعلاج الهربس البسيط، والتثبيط الديناميكي الضوئي لعلاج الهربس البسيط، والمذيبات العضوية لعلاج الهربس البسيط، وتجميد المعدة لعلاج قرحة الاثني عشر.
وقد شارك في التجربة ٦۹۳۱ مريضًا، وأبلغ 40٪ منهم عن نتائج ممتازة، و3٠٪ أبلغوا عن نتائج جيدة، و٣٠٪ أبلغوا عن نتائج سيئة، واستُنتج من هذه التجربة أنه من المتوقع أن تؤدي التأثيرات غير النوعية في الشفاء إلى تأثيرات إيجابية في ۷۰٪ من الحالات في المتوسط، وفي العلاجات التي فشلت في ظل ظروف خاضعة للرقابة، ويعتقد الباحثون أن هذه الآثار هي الأمثل عندما يعتقد كل من الطبيب والمريض أن العلاج فعال.
فتعتمد سلامة العلم على وجود أشخاص يهتمون بعدالة منهجهم أكثر من أي نتيجة يتم الحصول عليها باستخدامه.
المخاطر:
لا يوجد ارتباط مباشر بين علم المنعكسات والأضرار التي قد يسببها، ولكن قدرته على التضليل وإيهام الناس بأنه يكشف عن المشكلات الصحية، أو أن له قيمة علاجية حقيقية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة:
- إذا تم استخدامه لإخبار شخص ما بأنه لا يعاني من مشكلة صحية في حين أنه يعاني من مشكلة بالفعل فإن هذا يؤدي إلى تأخير العلاج الطبي.
- إذا تم استبدال العلاج الفعال بعلم المنعكسات يصبح الخطر الأكبر في عدم التمكن من السيطرة على المزالق النفسية التي تمت مناقشتها في الدراسة التجريبية الموضحة أعلاه، يمكن للممارسين الذين لديهم إيمان كبير بالتجربة السريرية غير المنضبطة تطوير عقلية تقودهم إلى مشاكل أعمق، ومن الأمثلة على ذلك (روزالي تاربينينغ Rosalie Tarpening) وهي امرأة من موديستو بولاية كاليفورنيا مارست القبالة، وعلم المنعكسات، وعلم القزحية، والمستعمرات، وكانت أوراق الاعتماد الوحيدة التي حصلت عليها هي شهادة من كلية لوس أنجلوس للعلاج الطبيعي البائدة.
وأصبحت (تاربينينغ) مفرطة في الثقة بالنفس بشأن قدراتها كمعالج، وقد قادها ذلك إلى توسيع خدماتها في مجالات تتجاوز خبرتها، وأدى ذلك إلى تجاوزات ضد القانون، وزاد من نفورها من وكالات حماية المستهلك ومبادئ الرعاية الصحية القائمة على العلم.
وفي عام ۱۹۸۹م أُدينت (تاربينينغ) بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية في ولادة طفل ميت، وبحسب المحاكمة فإنها بعد ولادة مطولة، توسلت الأم أن يتم نقلها إلى المستشفى، لكن (تاربينينغ) أقنعتها بالعدول عن ذلك قائلة:”إن هذا هو الشيء الأكثر طبيعية لولادة طفل”، فتسبب فشلها في إدراك خطورة الموقف، إذ أنه ليس من السهل التسبب في فقد طفل ندمت والدته مدى الحياة على اعتمادها على علاج كهذا.
توصيات مركز NCAHF:
ينصح المركز الممارسين والمستهلكين في علم المنعكسات أن يكونوا متشككين في الادعاءات العلاجية التي تتجاوز فائدة تدليك القدم في الاسترخاء، ويوجب أن يتوخى المهنيون الصحيون الحذر بشأن التوصية ببعض الممارسين الذين يقدمون أو يشجعون المرضى على الإيمان بادعاءات غير مثبتة، أو بأن علم المنعكسات طريقة صالحة لتقييم الحالة الصحية أو لعلاج الأمراض.
انتهى المقال بتصرف.
الكاتب: أ.د. ويليام جارفيس William T Jarvis: بروفيسور الطب الوقائي في جامعة لوما ليندا بكاليفورنيا، وأحد مؤسسي اللجنة الأمريكية الوطنية لمحاربة الدجل الطبي NCAHF
المقال المترجم يتضمن معلومات يمكن الاستفادة منها، ولا يلزم من نقله موافقة الكاتب في منطلقاته أو إقرار معتقده وتوجهاته.