الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
تطوير الذات في التنمية البشرية هو مصطلح مشتبه يحتمل عدة معان واعتبارات بحسب الوسائل والأهداف التي يعمد لها المدرب، وإن كان يهدف إلى:
" تنمية وتطوير إمكانيات ومقدرات الإنسان"، إلا أن المتأمل في منابر تطوير الذات يلحظ أن وسائل تطوير الذات انقسمت إلى قسمين:
١) وسائل حقيقية: تكسب الإنسان مهارات واقعية وهي مفيدة إذا خلت من الأصول الفلسفية المخالفة لعقيدة التوحيد، ونافعة في جوانب تطويرية مثل دورات فن الإلقاء ومواجهة الجمهور ونحوها ..
٢) وسائل غير حقيقية:وهذا القسم قد يظهر فيه شيئ من المهارات لكنها مُزجت
بمعتقدات وثنية قائمة على أصول عقائد روادها ورموزها
الذي ألفوا فيها حتى أصبحت بعض مؤلفاتهم ومنابرهم لتطوير الذات منفذاً واسعاً لتقرير عقائدهم الروحانية الضالة كعقيدة وحدة الوجود التي يدين فيها كثير من ملاحدة الشرق والغرب مثل:
أوشو، ديباك شوبرا ، واين داير، إكهارت تول، ديفيد هاوكنز، استر هيكس .. ونحوهم،
فكان ذلك سبباً لعبور كثير من الأفكار والفلسفات التي تتعارض مع العقيدة الصحيحة وكمالها، وأصبح لتطبيقات (تطوير الذات) انتشارا واسعا وملحوظا في كافة مستويات المجتمع، حتى تصدرت فئات غير مؤهلة للتدريب، وغير منتبهة لضرورة التنقيح والتصفية، والعرض على ميزان الشرع، فباتت تظهر تحت مظلة تطوير الذات محاضرات وندوات ومؤلفات، ودورات تدريبية متعددة المسميات بعضها ظاهر الانحراف وكثير منها ملبس ومشتبه.
للاستزادة:
كتاب "الأصول الفلسفية لتطوير الذات في التنمية البشرية (دراسة عقدية نقدية)"
د. ثريا بنت إبراهيم بن محمد السيف.
هذا والله أعلم.