اسأل البيضاء

م / ٨٦

أستاذاتي الفاضلات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرقية الشرعية عبادة وعلاج نبوي، لكن في وقتنا الحاضر شابها كثير من الأمور التي خالطتها أو من الدراسات والتأصيلات المستجدة التي يدعيها الرقاة.

أرجو أن تبينوا ما استطعتم ما التبس بها مما ليس منها.
وأرفقت لكم منشورا فيما يخص العين حسب رؤية بعض الرقاة وعلمهم على حد وصفهم.
وما مدى صحة هذا الكلام عقائديا؟

ولكم جزيل الشكر والأجر


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:


الإصابة بالعين أمر ثابت في الكتاب والسنة ولا جدال فيه والأدلة كثيرة منها
قول النبي ﷺ: [العين حق…] (رواه البخاري ومسلم).
وفي الحديث الصحيح في الموطأ أن
النبي ﷺ قال في قصة إصابة سهل بالعين: [أَلاَ بَرَّكْتَ، فَإِنَّ العَينَ حَقٌ].
وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله عنه
قال رسول الله ﷺ: [إِذَا رَأَى أَحَدُكُم مِن نَفسِهِ وَأَخِيهِ مَا يُعجِبُهُ فَلْيَدعُ بِالبَرَكَةِ، فَإِنَّ العَينَ حَقٌّ] (صحيح الجامع).
والحديثان الأخيران يدلان أن دفعها متيسر ولا يمكن أن يجتمع "ذكر الله" مع العين والحسد أبداً.
 

قال الزرقاني في شرح الموطأ على الحديث السابق:
"أي: قلت بارك الله فيك، فإن ذلك يبطل المعنى الذي يُخاف من العين، ويُذهب تأثيره".  

جاء في [الموسوعة الفقهية] (١٣/ ٣١):

"فيه دليل على أنّ العين لا تضرّ ولا تعدو إذا برّك العائن، فالمشروع على كلّ من أعجبه شيء أن يبرّك، فإنّه إذا دعا بالبركة صرف المحذور لا محالة".


فالواجب على المرء أن يحصن نفسه منها بالذكر والتوكل على الله تعالى والدعاء ويعلم أن ذلك كافيه، وهذا القدر هو الذي يعني المرء ويهمه معرفته.


أما تفسير الإصابة بالعين وحقيقتها فهو أمر غيبي، وكل تفسير في ذلك فإنما هو ظني ولا مجال للقطع به
قال النووي -رحمه الله-: "وَهَلْ ثَمَّ جَوَاهِر خَفِيَّة أَمْ لَا؟ هَذَا مِنْ مُجَوِّزَات الْعُقُول، لَا يُقْطَع فِيهِ بِوَاحِدٍ مِنْ الْأَمْرَيْنِ،... فَمَنْ قَطَعَ مِنْ أَطِبَّاء الْإِسْلَام بِانْبِعَاثِ الْجَوَاهِر فَقَدْ أَخْطَأَ فِي قَطْعه..."

وما ورد في المنشور من تفسير الإصابة بها، فهو مبني على الاعتقاد بالأجسام السبعة والهالات وهي عقائد شرقية باطنية لا حظّ لها من العلم ولا يؤيدها الوحي، بل الأخطر من ذلك أن لها ارتباطاً بعقيدة وحدة الوجود، لذا فلا اعتبار لما ذكر، وسيجد المتلقي كثيراً من التخرصات والتوظيف للعقائد من هذا القبيل، فلا يلتفت لشيء من ذلك.


وللمزيد عن الرقية تراجع إجابة السؤال:

اضغط هنا


هذا والله أعلم.


المجيب: أ. هناء بنت حمد النفجان.
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.