ما رأيكم بهذه الرسالة:
وفيها: كثير من المتعالجين بالرقية تتأخر استفادتهم؛ وسر ذلك في فك تحصينهم، فأنت بالمعصية تهدم ما بنيته من حصن ونور حول جسدك. فتضعف هالتك النورانية، وكل معصية تضعف تحصينك؛ حتى ينخرم التحصين فتتسلط عليك الشياطين و تعود لك أمراضك و تنتكس حالتك ويتسائل المريض لماذا لم أستفد من الرقية.
…..
وفيها: كيف تزيد نورك وتقوي تحصينك: تزداد بالطاعات خاصة الصلاة فهي نور.. الخ.
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لي مع هذه الرسالة عدة وقفات أوجزها فيما يلي:
١. قولهم إن المعصية "تهدم" التحصين قول ليس عليه دليل، فمع خطورة المعاصي على العبد في الدنيا والآخرة إلا أنه لا دليل على "خرقها" للتحصين، وهي التي لا يكاد يخلو منها أحد، فقد قال النبي ﷺ: [كل ابن آدم خطاء]، ولما ذكر ﷺ الأذكار التي يُحصن بها الإنسان نفسه لم يجعل لها اشتراطات، فمن أخبر عليه السلام أنه "في ذمة الله" أو في "حرز من الشيطان" ونحوها كان كذلك ما لم يرد نصًا يخرجه من هذا العموم.
٢. قولهم إن المعاصي تُضعف "الهالة النورانية"، فما هي هذه "الهالة"؟ وما هو دليل وجودها؟
فلفظ "الهالة" لم يرد في نصوص الشريعة، وإنما يكثر استخدامه في الفلسفات الشرقية وتطبيقاتها المعاصرة، ولذلك فإن التعبير به مُشكل مهما كان المفهوم.
٣. قولهم إن الطاعات تزيد "النور" الذي هو سبب في التحصين، هو ربط دون دليل ظاهر.
فالأدلة التي تنص على أن بعض العبادات نور للإنسان، ليس فيها ما يدل على ارتباط هذا النور بالتحصين بالأذكار، فالقول بأن الطاعة تحصن العبد بهذا التفسير لا تظهر دلالته.
وهذا لا يعني أن فعل الطاعات وترك المعاصي ليس سببًا في الحفظ، بل قد قال ﷺ: [يا غُلَامْ اِحْفَظ الله يَحْفَظْك]، وإنما الإشكال في ربط الحفظ بالهالة النورانية، وتفسير النور الوراد في النصوص بهذا المعنى.
هذا والله أعلم.
المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha