السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا وشكر لكم.
ألحظ بعض الناس يقعون في أمر غريب، الأمر هو أنهم إذا صادف الحك أنفهم يقولون: هذا يدل على أنه سيذبح ذبيحة ونأكل منها، وإذا صادف أنهم حكوا يدهم اليمنى يقولون: سيأتينا مال، وإذا صادف وأنهم حكوا يدهم اليسرى يقولون سيؤخذ منا مال.
والحقيقة أني أراهم كأنهم يجزمون بذلك، ويقولون: أن هذا واقع فعلا جربناه ورأيناه يقع في كثير من المرات.
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه من العادات الجاهلية التي انتشرت بين الناس، مما يعارض النقل الصحيح والعقل الصريح.
فإن الذي يجد في عينه رفه أو في يده حكة ويربطها بأمر مستقبلي -كالحصول على المال أو فراق حبيب- لا يخرج اعتقاده عن صورتين كلاهما محرم.
فإما أن يظن أن في هذه الأمور دليل على ما سيحصل مستقبلًا، وإما أن يظن أنها سبب في حصوله.
أما كونها دليل على المستقبل فهو من جنس الكهانة، حيث يُستدل على أمور مستقبلية بما ليس له ارتباط شرعي ولا كوني بها.
فكان كمن استدل على الغيب بآثار القهوة في الفنجان، أو خطوط الرمل في الأرض ونحوها.
وإن كان فيما تكرهه النفس وتنفر منه، فبنى الإنسان عليه إقدام أو إحجام كان من "الطيرة" الشركية، حيث قال النبي ﷺ: [من ردَّتُه الطِّيَرَة عن حاجته فقد أشرك] قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: [أن يقول: اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ].
وأما إن اعتقد أن هذه العوارض سبب في حصول المقصود كان ذلك من شرك الأسباب، لأن هذه الأمور ليست من الأسباب الشرعية ولا الكونية الثابتة، فكان قريبًا ممن اعتقد أن التمائم سبب في الشفاء، وقد قال ﷺ: [إن الرُقى والتَّمائِم والتِّوَلَة شرك].
ورغم أن مثل هذه الأفعال لا تقترن دائمًا باعتقاد حقيقي، وتقال على سبيل المزاح والعبث، فإنها تظل ظواهر جاهلية خطيرة على المجتمع المسلم يجب تجنبها والتحذير منها.
هذا والله أعلم.
المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha