اسأل البيضاء

م / ٧٩

السلام عليكم.. عندما يكون الإنسان في مكان ما أو موقف ما وتكون ظروفه جيدة جدا، ثم يخطئ ويقرر الانسحاب، يكون مخطئاً مئة بالمئة. هل هذا ممكن أن نعتبره ضمن الأشياء التي نقول عنها “لعله خير” مع أنه هو الذي أخطأ، كيف يمكن أن نفهم القدر هنا، وكيف يمكن أن يتفائل الإنسان بعد قرار خاطئ صدر عنه ليقول “لعله خير”؟


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:


لا يقدر الله شرًا محضاً لا خير فيه، فإن حصل لنا أمر مما لا نحبه فلنقل: "لعله خير" نعم، فإن الخيرة فيما اختاره الله تعالى، فقد يقدر على المؤمن مصيبة وبلاء فيحزن ولا يدري كم من المصالح العظيمة التي تحصل له بسببها فهي محنة لكن بين طياتها منح كثيرة لا يعلمها،
وصدق الله ﷻ إذ يقول: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ} [البقرة: ٢١٦].
 وقد يصرف عنه من الشر مالا يخطر له على بال.

والرضا بالقضاء والقدر من العبادات العظيمة،
قال ﷺ: [والذي نفسي بيده، لا يقضي الله لمؤمنٍ قضاءً إلا كان خيرًا له] فما علينا إلا التسليم والرضا بما كتب الله وقدره. 
ولا شك أن الإنسان بشر قد يتخذ بعض القرارات الخاطئة إذا لم يستخير ويستشير من يثق بعلمه، لكن طالما استخار الله تعالى فإن الله يختار له الخير وما عليه إلا الرضى وإحسان الظن بالله ﷻ.


ولو صدر منه فعل خاطئ فهذا مكتوب عليه ؛
كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ ‏[‏الحديد‏: ‏٢٢‏]‏

هذا والله أعلم. 


المجيب: د. نورة بنت شاكر الشهري.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة المجمعة.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.