نفع الله بكم وسدد خطاكم
ما حكم قول مثل هذه العبارات:
لا شيء يمنعك أن تكون طموحاً في حياتك،
اصنع قوّتك دون أن تُظهرها، إن تعثرت اليوم فانهض غداً، تخطَّ كل هزائمك وخيباتك وارفع سقف أحلامك للأعلى فأنت خُلقت لتعيش لا لتموت بجسد يتنفس؟
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في عبارة أنت خلقت لتعيش لا لتموت بجسد يتنفس.
أولًا:
أعظم الأوامر التي خلق الله البشر من أجلها: الأمر بتوحيده عز وجل وعبادته وحده لا شريك له، وعمارة الأرض وقد نصَّ الله تعالى على هذه الحكمة في خلق البشر فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: "فالله تعالى خلق الخلق لعبادته، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وأمرهم بذلك، فمن انقاد، وأدى ما أمر به، فهو من المفلحين، ومن أعرض عن ذلك، فأولئك هم الخاسرون، ولا بد أن يجمعهم في دار، يجازيهم فيها على ما أمرهم به ونهاهم، ولهذا ذكر الله تكذيب المشركين بالجزاء، فقال: {وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ} [هود: ٧] أي: ولئن قلتَ لهؤلاء، وأخبرتهم بالبعث بعد الموت، لم يصدقوك، بل كذبوك أشد التكذيب، وقدحوا فيما جئت به، وقالوا: (إن هذا إلا سحر مبين) ألا وهو الحق المبين" انتهى. [تفسير السعدي] (ص: ٣٣٣).
ثم بعد الموت يأتي البعث والجزاء والحساب.
ثانيًا: ذكر الله وجميع أنواع العبادة هي حياة الروح، وإنما تتربى الروح بذكرها لله وحسن عبادتها وتَعبدها بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء، فالعبادة تربي الروح فتصفو النفوس وترق القلوب ويسعد العبد.
هذا والله أعلم.
المجيب:
د. سجى بنت سعد المطلق.
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بجامعة شقراء.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha