اسأل البيضاء

م / ٤٨

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقكم…
سؤالي هو… ما هي حقيقية الكرامات التي يتحدث عنها الصوفية… وهل التجانية معتقد فاسد وأن التجانية هي أصل من شعوذة الكرامات وما الدليل.. جزاكم الله خيرا


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الشيخ بن عثيمين عن الكرامة: "أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالى على يد "ولي"؛ تأييداً له، أو إعانة، أو تثبيتا، أو نصراً للدين".
فأهل السنة والجماعة يثبتون جنس الكرامة من الله تعالى لأوليائه، يجريها بقدرته سبحانه على أيديهم لأسباب منها: إظهار الحق، أو تفريج كربة، رحمة منه سبحانه وكرامة للعبد الصالح، بغير حول منه ولا قوة، فالكرامة ليست إظهاراً للعجائب بلا سبب، وليست بحول العبد وقوته وإنما هي تقدير من الله العزيز الحكيم، ولا تصل إلى مستوى الآيات التي يؤيد بها الأنبياء.

وقد يدعي الكرامة من ليس أهل لها، ولا يسلّم له ذلك فليس كل خرق للعادة لأي فرد، يعد كرامة من الله تعالى له، فالشياطين قد يعينون أولياءهم بأنواع من العجائب ولا تعد هذه المخاريق من الكرامات لأن الكرامة لها أحوال وشروط منها:
١. أنها من الله عز وجل وليست من فعل العبد، لذا فليس بمقدوره أن يستجلبها متى أراد وإنما تقع له بلا حسبان، وأمارة أصحابها أنهم لا يدّعونها لأنفسهم ولا يجمعون الناس لها ولا يدعون علم الغيب، أو القدرة على تصريف شيء من الكون من دون الله تعالى.
٢. ألا تكون على خلاف الشرع، كمن يتخلف عن الصلاة ويدعي أنه يذهب ويصلي في مكة ويعود في حينه، أو يفجر بامرأة أو يفرق بين المرء وزوجه أو يتعاطى السحر أو يكشف أستار البيوت ويمشي بالنميمة ويزعم بفعله لهذه الموبقات أنها كرامات، قال ابن تيمية: "ومنهم من يطير به الجني إلى مكة، أو بيت المقدس أو غيرهما، ومنهم من يحملهم عشية عرفة، ثم يعيده من ليلته، فلا يحج حجا شرعيا، بل يذهب بثيابه، ولا يحرم إذا حاذى الميقات، ولا يلبي، ولا يقف بمزدلفة، ولا يطوف بالبيت، ولا يسعى بين الصفا والمروة، ولا يرمي الجمار، بل يقف بعرفة بثيابه، ثم يرجع من ليلته، وهذا ليس بحج مشروع باتفاق المسلمين، بل هو كمن يأتي الجمعة ويصلي بغير وضوء وإلى غير القبلة".
٣. ألا تكون استعراضاً لأمور من العبث لا معنى لها كمن يطعن نفسه بالسيف ولا ينزل منه قطرة دم، أو يدخل السكاكين في فمه ونحو ذلك مما لا معنى له سوى الاستخفاف بعقول الناس.
٤. أن تكون على يد من عرف بالتقوى والعمل الصالح ووقوفه عند الأمر والنهي، ولذا قال السلف: (لو رأيتم الرجل يطير في الهواء، أو يمشي على الماء ؛ فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود، وأداء الشريعة). فمن لم يكن من أهل العلم والتقوى ويعرف من حاله الوقوف عند حدود الله تعالى، فإن جريان الأمور الغريبة على يديه لا يعتبر كرامة، ولكنه إما أن يكون من عمل الشيطان أو استدراج من الله تعالى.

ومع توفر كل الشروط السابقة،لا يُجزَم بحدوث الكرامة للشخص المعين -خصوصاً في الإخبار بالمستقبل- لأنها قد تكون كرامة صادقة، وقد تكون مجرد ظن يتبين خلافه فيما بعد، فالواجب على المسلم مع إيمانه بإمكان الكرامة من الله تعالى لمن يشاء من عباده الصالحين، ألا يعلق بها قلبه ولا يتبعها همه ولا يجزم بها لمعيّن، والقاعدة في ذلك كما قال ابن تيمية -رحمه الله- "كن طالب استقامة لا طالب كرامة" قال تعالى: {فاستقم كما أمرت} [هود: ١١٢].

أما فرقة التجانية: فهي طريقة صوفية مبتدعة شديدة الانحراف والتضليل لأتباعها وتشتمل على اعتقادات منكرة تصل إلى حد الكفر، أسسها أحمد بن محمد التيجاني الذي ادعى رؤية النبي ﷺ واقعاً لا مناماً، وادعى كشف الحجب بينه وبين الله زوراً.
ولمزيد التعرف عليها ينظر في الرابط التالي: اضغط هنا.
هذا والله أعلم.


المجيب: أ. هناء بنت حمد النفجان.
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.