الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
انتشرت في الغرب عادة ذات أصول شرقية تتمثل في إطلاق مناطيد أو فوانيس صغيرة في السماء، ولهذه الممارسات مقاصد ومعاني متنوعة في الدول الآسيوية.
ففي آخر أيام رأس السنة الصينية تُطلق المناطيد في السماء لأجل تحقيق أمنيات محددة، فالمنطاد الأحمر يرمز للتوفيق، والأصفر للمال، والأبيض للصحة وهكذا.
فصارت هذه العادة تُطبق في الغرب في مناسبات متنوعة ولنفس الأغراض السابقة أحيانًا.
ثم انتقلت بعد ذلك إلى بلدان المسلمين، وقد صدق النبي ﷺ إذ قال: [حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه]، فأصبح بعض جهال المسلمين يكتبون أمانيهم على تلك الفوانيس، أو يخصصونها بألوان رمزية، أو يضمرون الأمنية وقت إطلاق المنطاد، وهذا كله محرم يدور بين البدعة والشرك.
فإن كان الفاعل يعتقد أنها وسيلة لدعاء الله وصورة من صوره يقصد بها استجلاب الرزق منه -سبحانه- فهي وسيلة مبتدعة مردودة، لأن الدعاء عبادة، والعبادات توقيفية، وقد قال ﷺ: [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد] أي: مردود عليه غير مقبول.
وإن كان الفاعل يعتقد أن للمنطاد خصيصة سببية في جلب الرزق والتوفيق والصحة مع كون الرازق هو الله جل جلاله، كان هذا الفعل من الشرك الأصغر.
أما إن كان يعتقد أن الأماني تُستجلب بهذا الفعل من "الكون"، أو "إله الأماني"، أو نحو ذلك فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة، وهو شرك في الربوبية والألوهية.
والعبث في مثل هذه الأمور لا يُتصور، إلا ويقع في قلب الفاعل شيء من الاحتمالات السابقة.
كما لا يُستبعد توظيف مثل هذه الممارسات الخرافية ضمن تطبيقات "قانون الجذب"، فكتابة رسائل إلى الكون وإطلاقها في الهواء يتناسب مع أفكارهم وأساليبهم.
وعلى كل حال، فإنه يجب على المسلم أن يعتز بدينه فلا يكون كالإمعة يتبع كل ناعق، وأن يحتاط لعقيدته فيزن كل وافدٍ مستغرب بميزان الشريعة.
هذا والله أعلم.
المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha