اسأل البيضاء

ق / ٦ / ٢

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم في ما تقدمه الدكتورة سمية الناصر؟
أرجو الرد سريعاً.


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
سمية الناصر مدربة و"مستشارة" سعودية بدأت التدريب في عام ١٤٢٣هـ تقريبًا، وتحولت تدريجيًا إلى الروحانيات الحديثة وممارسات "الطاقة" وعلوم "الوعي" الباطنية.
التحقت د. سمية بأكاديمية التنمية الذاتية لصلاح الراشد وأصبحت "سفيرة" للأكاديمية، تروج لمبادئها وتنشر الفلسفات التي تقوم عليها علنًا، ثم استقلت -فيما يبدو- فأصبحت لها أنشطة ومبادرات خاصة.
ولأجل الانخراط في هذا التوجه الخطير برزت عند سمية الناصر إشكالات عقدية متعددة، ازدادت ظهورًا وبُعدًا مع مرور الوقت، منها -على سبيل المثال لا الحصر-:
• التنفير من منهج السلف في فهم النصوص الشرعية، والتزهيد بكتب التفسير المأثور وأقوال العلماء واعتبارها من عوائق الفهم والتدبر، وأصنام لا بد أن تُكسر.
•الحث على تجاوز "المصادر" التي تُستقى منها المعارف ويُستعان بها في الهداية، كالوالدين والعلماء، والتشجيع على الانفراد بالرأي والمعتقد الديني دون توجيه خارجي، بل بالنظر مباشرة في النص، للجاهل والعالم على حد سواء.
• الترويج للقوانين الروحانية الباطنية، ومن أبرزها "قانون الجذب" بشتى صوره، وهو فلسفة تُخالف الإيمان بالقدر، وتُخضعه لإرادة الإنسان أو "تفكيره".
• نشر مفهوم "الوعي" بالمعنى الباطني الخطير، والتدريب على سلّم هاوكنز الذي ينص على أن أعلى مراحل "الوعي" هي الاستنارة، وفيها تكون نظرة "المستنير" للإله بأنه الذات أو النفس (انظر المرفق).
• التربح ببيع الأحجار الجالبة -زعمًا- للسعد والصحة والرزق، في مركزها سابقًا: "الحكمة الآن".
• نشر البدع السلوكية والاعتقادية، كالذكر المحدد لأغراض معينة، مع اعتبار الاستغفار -مثلًا- "مانترا" للتأمل، ومن ذلك إنكار عذاب القبر وغيره.

هذا طرفٌ يسير مما عند د. سمية من إشكالات، ولعله يتيسر إخراج رد مفصّل على مخالفتها قريبًا إن شاء الله.

ومع ما سبق، فإنها -كغيرها من المدربين- تقدم بعض النصائح المقبولة والتي قد يجد فيها بعض الناس نفعًا، ولكن الحق الذي عندها مغمور بألوانٍ من الباطل المُلبس والمبطن، فأنصح السائل بعدم الاستماع لطرحها أو حضور دوراتها حماية لمعتقده، والاكتفاء بالمدربين والمستشارين النفسيين والاجتماعيين الموثوقين علمًا ومعتقدًا.
هذا والله أعلم.


المجيب: د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.