اسأل البيضاء

ق / ٢ / ٣

القناعة لمن وعاها وفهم معناها الحقيقي وصل للطموح الحقيقي، فهُما منسجمان متناغمان معا القناعة طاقة قوية للطموح
س /كيف يكون ذلك؟
القناعة تؤدي لراحة البال لأنها وسيلة للصفاء النفسي،
تطبيق لاكتساب صفة القناعة وتمثلها على حقيقتها:
استخدم مهارة الملاحظة لتلاحظ أفكارك هل محتواها هو الحسد للناس على ما هم فيه من نعم؟
هل مشاعر الحسد للناس تظهر عليك حينما تشاهد نعمة على أحد؟
لاحظ انتقادك لأي شخص والتنقيص منه بسبب الغيرة منه وحسدا له؟
لاحظ هل مشاعرك هي الضيق والضجر لتحقيق أحد إنجاز؟
لاحظ وراقب كل أمورك هل هي منافية للقناعة بما أعطاك الله.
للتحسين والتطوير:
القبول لعاداتك وصفاتك التي اكتسبتها طوال حياتك وأخذ نفسك بلطف وحب نحو تحويل أحوالك بالتدريج للقناعة، أي تغيير اتجاهك من خلال تحسين صورتك الذاتية بتقنية الفلم الذهني بأن تتصور نفسك في سيناريو حياة مقتنعا بما عندك من قدرات والبحث عن القدرات الكامنة فيك لتجليها واستثمار نعم الله عليك بالشكر العملي من خلال الاستثمار لها فيما فيه خير لك وللبشرية. يكون السناريو مخالفا تماما لما أنت عليه سابقا في واقع الحياة وتكرر الفلم عدة مرات وتحسن فيه وتجمل صورتك الذاتية باستمرار مع كل تكرار له. حتى تترسخ في اللاواعي هوية جديدة لك. مملوءة بمشاعر القناعة والطموح والامتنان لله ثم لمن حولك معا في تناغم وانسجام.
_أحمد_المرزن
هل في الرسالة خلل عقدي أم أن التعبير والألفاظ هي المشكلة فقط؟؟


الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في الجملة الرسالة لا تحتوي على مخالفة ظاهرة، خاصة في السطور الأولى المتعلقة بالقناعة، لكن ينبغي التنبيه على عدة نقاط أو عبارات مجملة قد يُراد بها معاني باطنية:
- قوله (القبول لعاداتك...) لفظ مجمل، فقد يُراد به قبول ما أعطاني الله من نِعم وقدرات وإمكانات، والرضا به، ولا شك أنّ هذا معنى جيد ومقبول بل مطلوب شرعا. وقد يُراد به تقبل النفس بكل ما فيها من مثالب وعيوب وذنوب، وهذا المعنى يتعارض مع المعنى الشرعي للنفس اللوامة التي امتدحها الله في كتابه، والشعور بالندم على ما قصّر في حق الله أو حق الناس، فهذا المعنى محذور.
- قوله (تقنية الفلم الذهني بأن تتصور نفسك في سيناريو حياة... يكون السناريو مخالفا تماما لما أنت عليه سابقا في واقع الحياة وتكرر الفلم عدة مرات وتحسن فيه وتجمل صورتك الذاتية باستمرار مع كل تكرار له. حتى تترسخ في اللاواعي هوية جديدة لك) وهذا المعنى كأنه يُشير إلى المعنى الباطني لقدرات العقل الباطن على تغيير حياة الإنسان، من خلال تغيير التصورات فيه، التي تخلق الواقع.

- قوله (مملوءة بمشاعر القناعة والطموح والامتنان لله ثم لمن حولك معا في تناغم وانسجام)، تعبيره بالامتنان هنا يشرحه كلامه التالي في رسالة الامتنان، القائمة على قانون الامتنان الفلسفي.
هذا والله أعلم.


المجيب: أ. جمانة بنت طلال محجوب.
باحثة دكتوراه بكلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.