ما رأيكم بهذه الرسالة:
انتبهوا جيدًا لخيالكم فأعضاؤك كلها ستستجيب للصورة التي رسمتها بإتقان
مصداقاً لقوله ﷺ: (لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا)
الرسائل الدماغية سواء الإيجابية أو السلبية تحدد نهج حياتنا التي نعيشها
(إلى آخر الرسالة).
الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ينقسم أثر العقل والفكر على الجسد إلى أربعة أقسام:
١- أثر طبيعي متعلق بوظائف الجسم بشكل مباشر: كحال الجائع إذا فكّر في الطعام، من انقباض الأمعاء وإفراز اللعاب استعدادًا للهضم.
وهذا أثر ثابت بالحس، له صور متعددة.
٢- أثر له تعلق غير مباشر بالأفكار: بحيث يؤثر التفكير و"الحالة النفسية" على جسم الإنسان بشكل غير مباشر، مثل أن يكون المريض مطمئنًا مرتاح البال قليل القلق والتوتر، فيكون تقبله للعلاج أقوى، ونسبة شفائه أعلى، والعكس بالعكس.
وهذا يذكره بعض الأطباء، ويُرجع إليهم في ثبوته أو عدمه.
٣- أثر التفكير على الجسم من خلال التأثير على السلوك: كقناعة البدين بأنه سيُنقص وزنه، ومن ثم اتخاذه أسباب ذلك كتجنب الأطعمة الدسمة والسكريات وممارسة الرياضة ونحو ذلك، وفي المقابل إنسان محبط ليست لديه قناعة بالتغيير ولا يسعى إليه.
فتأثير التفكير والقناعات في مثل هذه الحالة منطقي مُشاهد.
٤- أثر مباشر للأفكار في تغيير الطبيعة الجسمية دون تغيير للسلوك أو الفعل: وهذا قائم -في الغالب- على خلفيات فلسفية تتعلق بالوعي والعقل الباطن و"قانون الجذب". كمن يدعي إجراء "تجميل" بالنية والتفكير، تصغير أنف أو توسيع عين! أو كمن يدعي أن القناعات تغيير طبيعة الجسم فيكون غير قابل للاحتراق عند المشي على الجمر مثلاً.
وهذه الاعتقادات مع مخالفاتها للواقع تقوم على تصور منحرف للكون والوجود والقدرات البشرية لا يتسع المجال للتفصيل فيه.
فما كان من الأنواع الثلاثة الأولى، لم تكن فيه مخالفة عقدية في أصله، وأما النوع الأخير فاعتقاد فاسد لا يصح.
ملحوظة: لا يصح الاستدلال بـ [لا تمارضوا فتمرضوا] فهو حديث منكر لا تصح نسبته إلى النبي ﷺ.
هذا والله أعلم.
المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha