السلام عليكم انتشرت في الآونة الأخيرة قوانين العقل الباطن وكان منها قانون التركيز ما تركز عليه تحصل عليه ركز على السعادة ولا تركز على الحزن الخ أو مثلا أي شي تقدمه يعود إليك ونجد من يربطها بالدين طبعا نعرف النفع اللي تقدمه يعود لك أثره في الدنيا أو الآخرة كيف نفصل بينها وبين مواضيعهم اللي تخص العقل الباطن أو هو على حسب نية الشخص إذا نيته إن العقل يحدث شي حرام بس
يعني أجد أنها أشياء موجودة بديننا بس هم ينسبونها للعقل الباطن، كيف نفصل بينها؟
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من أساليب أهل الباطل ترويج معتقداتهم باستخدام عبارات يتفق عليها الناس لقبولها ، كالدعوة للتسامح ، والحرية ، والتعقل ، والنجاح، ونحوها، وهو مجرد استخدام لكلماتٍ عامة وتركيبها على معان فاسدة.
فمنطلقات القوانين الروحانية تختلف اختلافاً جذرياً عن هدي القرآن والسنة، ولا يصح أن يقال أنها موجودة في ديننا، فما يوجد في ديننا مختلف كلياً عن هذه القوانين الباطلة في مسماه ومضمونه.
فما يسمى بقانون التركيز -مثلاً- مع ما فيه من اعتقاد فاسد يربط حصول الشيء بالاتصال بما يسمونه (العقل الكوني)، ونسبة الخلق والتدبير لغير الله ، فإنه لا حقيقة له، ولا يحصل بمجرد التركيز وإدامة التفكير -بلا عمل- أي شيء البتة!
بل إن إدامة التفكير في أمرٍ مّا دون القيام بتنفيذه، يقلق المرء ويحبطه ويحزنه.
ومن الخطأ القول أن قصدهم التركيز على الهدف وعدم التشتت بين عدة أهداف، أو أن قصدهم ترك إشغال الفكر بما لا ينفع أو بما يحزن، فإن هذا ليس هو المقصود قطعاً من هذه القوانين.
ومحاولة تطويع هذه القوانين للمعاني الصحيحة، والتبرير لها أو الربط بينها وبين ما يدعو له الدين، من أكبر الخطأ ومن التضليل.
بل الواجب نبذها والانطلاق مباشرة من تعاليم ديننا، ولسنا بحاجة لاستعارة هذه القوانين الفاسدة واستنباط التشابه، أو تنقيتها وتصحيح معانيها فإنها وضعت أساساً بشكل غير صحيح.
فالذي يدعو له الدين؛ العمل والسعي وترك الكسل والعجز، مع الاتكال على الله تعالى والاستعانة به، وهذا واضح كل الوضوح كما في قوله ﷺ الذي لا يحتاج مزيداً عليه ولا استدلالاً له: [احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز]، رواه مسلم. أين هذا من قانون التركيز وخلافه من القوانين المعطوبة؟
وكل ما على المرء في إصلاح نفسه هو الرجوع لدينه والانطلاق من "مسمياته" ومضامينه، والثقة بأن فلاحه في ذلك وحسب.
وللفائدة يمكنكم الاطلاع على الروابط التالية:
-مرفق ١ | اضغط هنا.
-مرفق ٢ | اضغط هنا.
-مرفق ٣ | اضغط هنا.
-مرفق ٤ | اضغط هنا.
هذا والله أعلم.
المجيب:
أ. هناء بنت حمد النفجان.
باحثة دكتوراه قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha