اسأل البيضاء

ع / ١ / ١٥

مقاطع لشاب قارئ للأفكار ..
مثلًا : يطلب منك تختار صورة من الانستقرام ثم يجي يقول الصورة، أو يمثل الصورة وتطلع صحيحة ..

ما تفسير ذلك، وهل يجوز رؤيته؟


الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
قراءة الأفكار دون الاستعانة بأي حاسة، أو وسيلة اتصال معقولة، أو قرائن واضحة، هو أحد أنواع الكهانة المعاصرة.
وحكمه حينئذ حكم ادعاء علم الغيب، كما يفعل المنجمون والكهان وقارئي الفنجان وغيرهم من الخرافيين، ومنه ادعاء علم ما في الصدور، دون مقدمات سببية صحيحة وواضحة.
وقد اختص الله سبحانه بذلك، قال تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور}. وقد يطلق على بعض أنواعها مصطلح (التخاطر).

وهذا النوع من الدعاوى يصنف تحت ما يسمى اليوم بـ(الباراسيكولوجي): وهو فن يعتني بدراسة ظواهر من يدعون أنهم يمتلكون قدرات خارقة، تمكنهم من فعل ما لا يقدر على فعله سائر البشر -في الأحوال العادية- أو كشف ما لا سبيل لكشفه.

وغالب حال مدعي قراءة الأفكار قائم على الخداع والكذب، وقد تم اختبار أمثال هؤلاء مراراً في أجواء محكمة ولم ينجح أي منهم في دعواه، ومن أشهر الوسائل المستخدمة في كشف هذا التزييف؛ ما يشتهر باسم (بطاقات زينر).
وكثيراً ما تربط هذه الظواهر بمعتقدات باطنية؛ كالاعتقاد بوحدة الوجود و الكشف الصوفي، أو الوصول إلى درجات عالية من الوعي الروحاني، أو الاتحاد بالإله، ومن ثم الانكشاف على الغيب المطلق -حسب زعمهم-.

وبالإضافة إلى أن هذه الدعاوى تصنف ضمن العلوم الزائفة، فإنه يظهر ما فيها من ادعاء علم الغيب، وهو منازعة للرب جل وعلا في خصائص الربوبية.

وخير خلق الله المؤيد بالوحي ﷺ ، ينفي عن نفسه علم الغيب قال تعالى حكاية عن نبيه ﷺ : {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}, فكيف بمن هو دونه؟
ومع إيماننا بقدرة الله جل وعلا بإجراء الخوارق على يد من يشاء من خلقه لحجة أو حاجة، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يدعيها باستمرار ومتى شاء، مهما بلغت ولايته وكرامته عند الله جل وعلا.
والمؤمن الذي يوقن أن الذي يعلم ما في الصدور؛ هو الله جل علا وحده الذي يعلم السر وأخفى، لا يمكن أن تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب، ولا يعرض نفسه للفتنة، ودينه للنقص بمشاهدة أمثال هؤلاء.
هذا والله أعلم.


المجيب: أ. هناء بنت حمد النفجان.
باحثة دكتوراه قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.