ما رأيكم بهذه الرسالة التي وصلتني حول السر في الصلاة على النبي:
“طول عمري أسأل نفسي ما السر في الصلاة على الرسول ﷺ
عندما تفكر بالشخص، تكون قد اتصلت بطاقته وإذا اتصلت بطاقته فإنه يؤثر فيك.
فما بالكم لو فكرتم وصليتم على النبي ﷺ فإنكم ستتواصلون مع طاقته النيّرة و تؤثر فيكم وترفع من حالكم و تمدكم بالنور…الخ”.
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: ما ذكر في بداية الرسالة من علاقة التفكير بالاتصال بطاقة الأشخاص فهو كلام باطل ومردود ولا معنى له، وهو من ترويج من ابتلينا بهم في هذا الزمن ممن تصدروا للحديث عن تطوير الذات مستندين على أقوال سادة الخرافة في الشرق والغرب الذين توهموا بأن لكل شخص طاقة يمكن التواصل معها والاتصال بها، وفساد مثل هذا القول وسذاجته ظاهر بيِّن.
ثانيًا: الصلاة على النبي ﷺ عبادة يمتثل بها المسلم لأمر ربه ﷻ، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
فرفع سبحانه من منزلة نبيه بصلاته عليه وملائكته ثم أمر عباده بالصلاة عليه، وقد ثبت في السنة النبوية ما يدل على فضل ومنزلة الصلاة على النبي ﷺ من ذلك قوله ﷺ: [من من صلى عليّ صلاة صلَّ الله عليه بها عشرًا] رواه مسلم وغيره.
أما ما زُعِم في الرسالة السابقة من فوائد للصلاة على النبي ﷺ وربطها بالطاقة وتطبيقاتها ومداراتها المزعومة فهو محض كذب وافتراء وتخرصٌ لا دليل عليه، وتأويلٌ لهذه العبادة العظيمة، وإخراج لها عن معناها، وتعليق الناس بخرافات وأوهام ليس لها إلا معنى باطل. وما يترتب عليه من فساد نية من صلى على النبي ﷺ مستصحبًا هذا المعنى الباطل.
والاختلاق والكذب في ذكر فضائل وفوائد الصلاة على النبي ﷺ هو دأب الوضَّاع والقصّاص منذ القدم إلى يومنا هذا لأهداف منها:
•تلبيس الحق بالباطل وذلك بتأويل الشرع وفقاً لمعتقداتهم وتصوراتهم ليسهُل إقناع الناس وتقبلهم لهذا الباطل.
•جمع الناس من حولهم بذكر غريب الحديث والتأويل.
ثم ينبغي للمسلم أن يتثبت ويتحقق ويأخذ دينه عن ثقات وأن يكون سدًا منيعًا ضد كل باطل وخرافة بردها والتوقف عن نشرها ويستصحب حرمة الحديث في الدين بلا علم. قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة -رحمه الله-: ولا يحل لأحد أن يتكلَّم في الدين بلا علم، ولا يعين من تكلَّم في الدين بلا علم، أو أدخل في الدين ما ليس منه).
[مجموع الفتاوى22/240] .
والله أعلم.
المجيب:
د. عائشة بنت محمد الشمسان.
دكتوراه في الحسبة والرقابة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha