هل الكلام هنا عن الحوارات السلبية والطاقة السلبية من نفس الباب في هذا الكلام:
(عزيزتي المرأة:
تعاني بعض السيدات من انعطافات حادة في صحتهن النفسية، وغالبا ما يُفسر ذلك بخلل في الهرمونات أو بوصول المرأة لسن معين.
والحقيقة أن الصحة النفسية لا دخل لها بسن معين فالكثير من المسنات والجدات يتمتعن بانشراح الصدر ورحابة النفس والهدوء والاتزان والسعادة، وكذلك صغيرات السن،
والمسألة ليست مرتبطه اطلاقاً بالمال أو بالترف أو بالطبقة الاجتماعية.
المسألة كلها: أنتِ وأنتِ فقط
تحركي ابذلي مجهودا فرغي طاقتك…
أفضل حل لذلك الشعور هو الانشغال وعدم الفراغ وقتل الوقت بالعمل والإنجاز…
تصالحي مع نفسك ومع منهم حولك من أهل، أصدقاء، أقارب، امسحي من قلبك الحقد والحسد والكراهية القاتلة لك قبل أن تقتل الآخرين!…
أفرغي طاقتك بالصلاة وأكثري من النوافل والذكر والاستغفار…
ولا تذهبي لفراشك إلا وأنت مفرغة كل تلك الطاقة السلبية، فتلك هي الخطوة الصحيحة لحياة صحية نفسية سليمة.
أفرغيها بأي طريقة:
الاستحمام
محادثة من ترتاح لها نفسك، مشاهدة برنامج تفضلينه
لا تشاركي في الحوارات السلبية والنقاشات الحادة، لا تفكري بالماضي، خططي بايجابية للغد…).
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
(الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية كثر في الآونة الأخيرة استخدام مصطلحات فضفاضة -مجملة- تحتمل معانٍ متعددة، فهي تحتاج إلى تحليل وتحرير.
ومن تلك المصطلحات:
(الطاقة السلبية، والطاقة الإيجابية).
فما هو المقصود بها؟ وما الحكم الشرعي المتعلق بإطلاقاتها؟
١. إن كان المراد بالطاقة معنى حسي ثابت علمياً، كالطاقة الحرارية والنووية والكهربائية وغيرها، فالأمر فيها معروف علمياً وواقعياً بإطراد، وطرق تحصيلها علمية معروفة ولا إشكال فيها شرعاً
(وليست هي المقصودة غالباً).
٢. إن كان المراد الطاقة الفلسفية الباطنية،
(كالبرانا والتشي والكي)
و(طاقة الشفاء وطاقة الحياة و....) فأساليب تحصيلها محرمة شرعاً فهي نتاج عقيدة إلحادية (وحدة الوجود) ترتكز على أصول دينية باطلة تتنافى مع المعتقد الإسلامي الصحيح، إضافة إلى أن أساليب استمدادها (يوجا، ريكي، تأمل،...) في الحقيقة طقوس وثنية يتقرب بها إليها والتشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم الدينية محرم بالاتفاق.
٣. أن يُراد بها طاقة «معنوية» كالشعور بالراحة أو بالإحباط أو الحب والكره، فهذه إن ساغ استعمالها مجازاً في اللغة إلا أنها باب تمرير (الطاقة الفلسفية) فيُنظر في أساليب تحصيلها، فإن كانت مشروعة فلا بأس) [١].
وبناءً على ما سبق من تفصيل فإن مصطلح الطاقة السلبية الواردة في النص أعلاه هي من قبيل الطاقة المعنوية الوارد حكمها كما تبين.
هذا والله أعلم.
________
[١] قناة الفكر العقدي الوافد | د. فوز بنت عبد اللطيف كردي.
المجيب:
أ. لانا بنت مصطفى الطحان.
أستاذة أصول فقه.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha