اسأل البيضاء

ط / ٥٢

السلام عليكم
ماهو الرأي الشرعي في تقنية الحرية النفسية والمعروفة باسم EFT؟ وهل التداوي بهذه الطريقة يمس العقيدة في شيء؟؟


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
‏تُعد تقنية الحرية النفسية EFT من التطبيقات الحديثة لفلسفة الطب الصيني القائمة على الاعتقاد بالطاقة الكونية "تشي" ومساراتها في الجسم. ‏وهو ما يؤكده "غاري كريغ" مبتكر هذه التقنية عام ١٩٩١م في كتابه: دليل الـ EFT، وتجده في أكثر الكتب المؤلفة حوله.

‏يزعم الممارسون للحرية النفسية التمكن من حل المشاكل النفسية المزمنة عن طريق "الربت" على مواضع من "مسارات الطاقة"، وتكرار عبارات سطحية مثل: "رغم سوء الموقف الماضي فأنا أتقبل نفسي تماماً وبعمق".
‏وبعد دقائق قليلة من "الربت" على "مراكز الطاقة" وتكرار تلك العبارات، يزعم الممارسون للحرية النفسية أن الإنسان يتحرر من جميع ‏المواقف السلبية المترسبة، وجميع أنواع القلق والمخاوف، بل حتى من العادات السلبية، والإدمان، والقناعات المقيّدة، وكثير من المشاكل الصحية. ‏ويزعم "كريغ" أن لتقنيته الحديثة نتائج خيالية، لا تستند -في الواقع- إلى أي إثباتات حقيقية.

‏ورغم زعمه تدعيم ممارسته بالعديد من "الدراسات" ‏التي تكررت وامتدت لمدة ٢٥ عامًا - لا يزال موقع "كريغ" الرسمي يصرح بأن الـ EFT يبقى في مرحلة "التجربة"!
‏إن الحرية النفسية كغيرها من علوم الطاقة تقوم على الفلسفة لا العلم، وترتكز في الإقناع على التجارب الفردية المعتمدة على الأثر الوهمي placebo. ‏وقد أثبتت الدراسات المحكمة أن ما يُنسب لـEFT من منافع ليس متعلقا بـ"الربت"، بل تحصل للخصائص المشتركة مع الطرق العلاجية التقليدية.

ومع ما سبق من عدم ثبوت نفع هذه الممارسة، إلا أن اعتمادها على فلسفة "الطاقة" أخطر، وهي وسيلة للتمادي والتعمق في هذه وغيرها من تطبيقات الطاقة التي يظهر فيها الانحراف بصورة أوضح وأكبر.
هذا والله أعلم.


المجيب: د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.