الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
التأمل التجاوزي:
"هو عملية مناقضة لعملية التفكير "، وهو نوع من أنواع التأمل الهندوسي الذي يوصف بأنه تقنية عقلية تتيح للعقل تجربة مراحل "أنقى " من الفكر تدريجياً إلى أن يصل إلى مصدر الفكر " الوعي الخالص ".
تعود أصول التأمل التجاوزي إلى عصور ضاربة في التاريخ، فهو مستمد من النصوص الفيدية المقدسة عند الهندوس، كما يعتبر إحياء لفلسفة الفيدات الواحدية. وبحسب مايقرره "مهاريشي يوغي " مبتكر التأمل التجاوزي فإن إحياء هذه الفلسفة قد حصل من خلال أربع مراحل في التاريخ:
- في تعاليم كرشنا.
- في تعاليم بوذا في القرن السادس ق.م.
- في تعاليم شانكارا أحد مؤسسي مدرسة الـ "فيدانتا ".
- وأخيراً في تعاليم "غورو ديف " المعلم الخالص ل"مهاريشي "، الذي كان يخبر بوجوب إيصال الاستنارة الهندوسية إلى البشرية جمعاء.
وبعد وفاة المعلم قام مهاريشي بحمل رسالته، فابتكر طريقة التأمل التجاوزي لتحقيق هدف الاستنارة العالمية، والتي هي -في الحقيقة - عودة بالبشر إلى ضلالات وحدة الوجود.
يحرص المسوّقون للتأمل التجاوزي على إخفاء ملامحه الفلسفية والدينية ويؤكدون على أن التأمل التجاوزي ليس ديناً ولافلسفة ولاعلاقة له بهما، ويكررون ذلك مراراً وتكراراً في إعلانات البرامج، وهو أمر غير معتاد ومثير للريبة. حيث أن طقوس التأهيل بالبرنامج والـ"مانترات " المستخدمة فيه مراسم دينية ظاهرة، فالتأمل المهاريشي قائم على الفلسفة الهندوسية كلياً في الباطن.
والله أعلم.