اسأل البيضاء

ط / ١٦١

كيف يُجمع بين تأثير اللون وجماليته وحبه؛ وأن هذا اللون يورث السعادة، وهذا يورث الاكتئاب، وهذا الانتعاش وغيره، وبين فلسفة الألوان وأوهامها؟
كيف يفصل بين تأثير الألوان الوهمي والحقيقي؟
وهل للألون تأثير حقيقي على النفس؟
وهل تأثيرها على البدن مجمع ببطلانه؟
وهل هو يعكس الحالة المزاجية؟ ويؤثر في التصرفات؟

وهل هناك الله يجزاكم خير مراجع تفيدني.

والتأثير الشرعي للتعلق بالألوان وأثرها النفسي من رجوعه إلى مسألة الأسباب أو التطير أو التبرك؟


الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يختلف حكم القول بـ "تأثير الألوان" بحسب صورة كل قول وحقيقته،
ويمكن إيجازها فيما يلي:

١. أن يقال: إن الألوان تؤثر في الحالة النفسية للإنسان ومزاجه، لأجل ارتباطها -ثقافيًا أو شخصيًا- ببعض المعاني، كارتباط السواد بالحزن، أو الحمرة بالحب مثلًا. ولذلك فإن الإنسان إذا رأى اللون المحدد ارتبط في ذهنه بالمعنى، وأحدث في نفسه شعور معين. فهذا القول لا يرتبط بما يخالف العقيدة ولا تظهر فيه مخالفة شرعية.

٢. أن يُقال إن لبعض الألوان خصائص ذاتية في التأثير على الشعور، دون ارتباط عرفي أو ثقافي، وعليه يكون اللون مؤثرًا في أمزجة الناس -مهما كانت خلفياتهم- بشكل متماثل. وهذا إن ثبت فعلًا عند المختصين -ولا أظنه يثبت- كان من الأسباب الكونية المباحة.

٣. أن تربط الألوان بمعتقدات منحرفة، كأن يُربط اللون بالبرج، أو بالشاكرات، أو بهالات الطاقة ونحو ذلك. فهذا لا يجوز القول به، ويختلف تفصيل الحكم بحسب العقيدة التي بُني عليها القول.

٤. أن يُعتقد أن اللون مؤثر في جلب منفعة أو دفع مضرة بآلية خفية، كأن يُقال: اللون الأزرق في المنزل يجلب الرزق، أو لبس الأصفر يحمي من العين، فهذا من الشرك الظاهر يرق ويغلظ بحسب اعتقاد الفاعل.

والباب الأقرب لهذه المخالفة عند دراسة التوحيد هو باب شرك الأسباب ويصح مناقشة المسألة عند الحديث عن التمائم. فإن ربط اللون المجرد بالشؤم، وسوء الأقدار، كان ذلك من التطير الشركي.

وتجد شيئًا من التفصيل في كتاب (التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية).

هذا والله أعلم.


المجيب: د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.