اسأل البيضاء

ط / ١٢٤

ما حكم الاعتقاد بالطاقة الكونية إن كان الشخص جاهلاً بها؟
وإن كان يعلم أصولها ومقاصدها؟


الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الفلسفة الإلحادية التي تقوم عليها جل التطبيقات الروحانية وممارسات الطاقة الكونية تخفى على كثير من الناس، ولذلك لا يصح الاستعجال بالحكم على كل من يمارس أو حتى يروج لهذه الممارسات إلا بعد التبين ومعرفة حقيقة حاله.
ويمكن تصنيف هؤلاء إلى ثلاثة أقسام:
الأول: الجاهل بأصولها وحقائقها ومآلاتها، فهذا يُعلم ويبين له، فإن أصر انتقل حاله للقسم الثاني أو الثالث.
الثاني: المتأول صاحب الشبهة، وهو الذي اشتبهت عليه تلك الأصول وفهم معنى الكلام بما يتفق مع الشريعة، أو يظن أنه متفق، فهذا يوضح له ما تُكشف به الشبهة وتقام به الحجة، فإن أصر انتقل حاله إلى القسم الثالث.
الثالث: العالم بالأصول والحقائق المتقبل لها، فهو يعلم أنها قائمة على عقيدة وحدة الوجود، ويعلم أنها تؤول إلى القول بالاتحاد وتأليه النفس، ومن اعتقد بأن الخالق هو عين المخلوق أو اعتقد أن الإله بداخله فهو ملحد كافر بلا شك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
القول أن «وجود كل شيء هو عين وجود الخالق -تعالى- هذا منتهي الإلحاد، وهو مما يعلم بالحس والعقل والشرع أنه في غاية الفساد» .
وقال: «أما الاتحاد المطلق الذي هو قول أهل وحدة الوجود الذين يزعمون أن وجود المخلوق هو عين وجود الخالق، فهذا تعطيل للصانع وجحود له، وهو جامع لكل شرك ».
والله أعلم.


المجيب: د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.