اسأل البيضاء

ط / ١١٩

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل المعالجة المثلية (الهوميوباثي) له علاقة بالفلسفة الباطنية؟ وقد يحتج البعض أن فكرة هذا العلاج مماثل لفكرة المصل او اللقاح المعروفة، حيث يتناول قدر من التطعيم لتكوين الأجسام المضادة، فما هو الفرق بين الفكرتين( المعالجة المثلية والمصل أو اللقاح)؟


الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الهوميوباثي homeopathy مبدأ علاجي اخترعه طبيب ألماني اسمه ساميول هانمان (Samuel Hahnemann) في عام ١٧٩٦م، يقوم على أن ما يسبب المرض للأصحاء هو نفسه يسبب الشفاء للمرضى، ويعبرون عنه بقولهم: "المثل يداوي المثل".
ونظرًا لانعدام الدراسات العلمية التي تُثبت تأثيره، يؤكد الباحثون أن هذا المبدأ يتعارض مع معطيات الطب الحديث، ويصنفونه ضمن العلوم الزائفة والتطبيقات المرفوضة في الطب البديل.

أما الفرق بين هذه الوسيلة واللقاح المعروف، فهو أن الهوميوباثي يعتمد على تحفيف المواد أو الأنسجة الحيوية بمواد أخرى حتى لا يبقى لها أثر مشاهد، ثم يتم تناولها عبر الأقراص ونحوها (مثلاً: البصل يسبب دمع العين، فيستخدم لمعالجة الحساسية)، بينما اللقاح هو استخدام الفيروس "المقتول" وحقنه في مجاري الدم لتحفيز الجهاز المناعي، فمع وجود بعض أوجه الشبه يبقى الفرق في التفسير والآلية وحقيقة التأثير.
ورغم تبني كثير من أتباع "حركة العصر الجديد" للهوميوباثي كوسيلة علاجية ضمن منظومتهم "الطبيعية" في التداوي - إلا أني لا أعلم له أصل فلسفي أو ديني.
والله أعلم.


المجيب: د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.