اسأل البيضاء

د / ٣ / ٧

هل يمكننا الاستفادة من الكتب المقدسة عند الهندوس والبوذيين وأخذ الحكم منها؟


الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الكتب المقدسة عند الهندوس والبوذيين هي كتب وضعية بشرية لا تُعلم لها أصول سماوية.
ولأنها من وضع البشر فإنها ليست معصومة فيما يتعلق بالفكر الإنساني، وخالية من المصداقية فيما ترويه من الأخبار وتقرره من المعتقدات الغيبية.
فهي كتب كفرية -بل إلحادية- لا تتضمن الإيمان بالله ولا رسله ولا باليوم الآخر والجنة والنار ولا شيء من أصول الإيمان.
وكل ما يظنه الإنسان فيها من الحقائق والحكم لا يخرج عن حالين:
الحالة الأولى: إما أن يكون حقًا فعلاً مما يشترك فيه الناس، ولكنه غُلب بالباطل الكثير الذي أحاط به، فهذا الحق ليس حصرًا على هذه الكتب الباطلة، ولا حجة لقراءتها بل سيجد المسلم مثل هذا الحق وخيرًا منه في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، فيه الغُنية عن كتب الملاحدة والوثنيين. قال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}.
الحالة الثانية: أن يكون هذا الذي يظنه حقًا وحكمة هو -في الواقع- باطل، ولكنه لجهله التبس عليه الأمر واختلط.
ولا يمكن لمن أراد الاطلاع على هذه الكتب الدينية الاحتجاج بأنه سيأخذ ما ينفعه ويترك ما يضره معتدًا بصلابة عقيدته، قال الذهبي -رحمه الله-: "أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة"، وقال النبي ﷺ: [من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه، فواللهِ إنَّ الرَّجلَ ليأتيه وهو يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ فيتبعُه ممَّا يبعثُ به من الشُّبهاتِ، أو لما يُبعَثُ به من الشُّبهاتِ] أخرجه أبو داود واللفظ له، وأحمد.
ولأجل ما سبق، ولأن القراءة في هذه الكتب هو مظنة تشرب القلوب للشبهات، ولما فيه من تقوية لشوكة الكفار ونصرتهم وطعن في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ؛ فإنه يحرم الاطلاع على هذه الكتب وقراءتها واقتنائها وبيعها وشرائها، إلا لعالم ناقد بقدر الحاجة.
هذا والله أعلم.


المجيب: د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء: ‏https://t.me/ask_albaydha

تم النسخ بنجاح.