ما هي الإشكالية الشرعية في ممارسات الطاقة؟ وما علاقتها بالاعتقاد؟
الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الجواب على ذلك من وجهين:
الأول: أنه لما تقرر أن الطاقة دعوى لا تثبت علمياً في الاختبارات المخبرية فإنها لا تُعد من الأسباب الكونية، وهي ليست من الأسباب الشرعية بالاتفاق.
والأسباب تنقسم إلى: أسباب كونية وأسباب شرعية، وما عدا ذلك فمن الشرك في الأسباب.
كما لو قال أحدهم: سأتداوى بحلقة أو خرز، لم يجز له ذلك، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- في شرح كتاب التوحيد عن لبس الحلقة والخيط: "إذا اعتقد أن هذا الشيء يفعل بنفسه بدون الله فهو شرك أكبر، لأنه اتخذ مع الله ربًا، إذا اعتقد أنها لا تنفع بنفسها لكنها سبب فهو شرك أصغر لأنه أثبت سببا وهذا نوع إشراك بالله عز وجل"، وقد قال ﷺ للذي رأى عليه حلقة من صُفر (نحاس) يتداوى بها من الواهنة أو يتحصن بها منها: «انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنًا» ابن ماجه وأحمد.
كما نص ﷺ على أن "التمائم" من الشرك، وذلك أنها ليست من الأسباب الكونية؛ بل أسباب لا تأثير لها في الحقيقة، والطاقة الفلسفية من جنسها.
ولو افترضنا -جدلاً- أنه تم اكتشاف نوع من الطاقة العلاجية وثبت ذلك وفق المنهج العلمي الحديث، وأصبح من النظريات العلمية المعتبرة، لما عُدَّ التداوي بها من الشرك؛ لأنها باتت سببًا كونيًا غيرأن هذا لا ينطبق على ما يعرف اليوم بالطاقة الكونية: نشي أو برانا ونحوها؛ لأن السبب في ضعفها ليس فقط عدم ثبوت سببيتها وإنما تضمنها المعتقدات الباطلة، وهو ما ينقلنا للوجه الثاني.
الوجه الثاني: وهو أن الطاقة المقصودة مرتبطة بمصطلحات وفلسفات لا علاقة لها بالعلم، وتلك الفلسفات هي في نفسها مخلة بالاعتقاد، وهي فرع عن الفلسفات الشرقي والروحانية الحديثة التي تقوم على العقائد الباطنية عقيدة وحدة الوجود والحلول والاتحاد وتناسخ الأرواح مما لا يتسع المجال لبسطه، ويمكن مراجعة التفاصيل في مظانها من المؤلفات المطولة.
ومن ثم يمكن اختصار الإشكالية الشرعية الطاقة الكونية الفلسفية وتطبيقاتها فيما يلي:
١. ارتباطها بالأديان الشرقية وتضمنها المعتقدات الباطلة.
٢. كونها من الأسباب الخرافية التي تعد شرعًا من الشرك.
هذا والله أعلم.
المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد.
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
قناة اسأل البيضاء:
https://t.me/ask_albaydha