الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
التصوف الفلسفي: تيار باطني ينتسب رموزه إلى الإسلام، مستمدين عقائدهم من مصادر شتى من الديانات والفلسفات الباطلة، مع استخدام للمصطلحات الإسلامية والألفاظ الشرعية لتغطية الفلسفة المنحرفة.
ويعتمد على المعرفة الحدسية الذوقية في تلقي الأمور الغيبية والحقائق الإلهية، دون الرجوع لمصدر خارجي من وحي أو غيره.
وأبرز العقائد في التصوف الفلسفي:
-"وحدة الوجود": وهو لب اعتقادهم وعليه مدار الفلسفة، وهو الاعتقاد بأن الخالق هو عين المخلوق أو انعكاس له، تعالى الله عن قولهم.
-"الحلول والاتحاد": وهي اعتقاد بعضهم حلول الرب جل وعلا فيه، فتصدر منه عبارات مثل: (سبحاني ما أعظم شاني!) وقول أحدهم: ( ما في الجبة-أي الثوب- إلا الله!).
-"الفناء": وهو غاية يطلبها المتصوف ، يتوهم فناؤه في ذات الإله واضمحلاله فيه، فلا يبقى من وجوده شيء، ويغيب شعوره عن نفسه فيعيش الألوهية معايشة ذوقية على حد زعمهم.
-"استمرار النبوة": من أهم المباديء في التصوف الفلسفي اعتقاد إمكان استمداد الغيب، من طريق الكشف و الإلهام للأولياء بعقائد متجددة، واعتبار ذلك مصدراً معصوماً لا يخطئ، وفي ذلك إنكار لعقيدة ختم النبوة بنبينا ﷺ.
-"الحقيقة المحمدية والإنسان الكامل": وهي اعتقادهم بأن المخلوقات خلقت من نور محمد ﷺ, وأن روحه لازالت باقية تتصرف في الكون، وأنه وجه آخر للإله وأحد تجلياته!
والحقيقة المحمدية في التصوف الفلسفي مجرد (رمز) على درجة القطبية، التي يمكن أن يبلغها من سعى لها من الأولياء، ليصبح أحدهم (قطباً) لديه من خصائص التصريف والتدبير للكون والعلم بالغيب وبواطن النفوس بحسب درجته.
-"العرفان": المعرفة الغنوصية وهو المصدر المعتمد لديهم لمعرفة الحقائق وتلقي الغيوب بطريقة حدسية باطنية.
-"المنهج التأويلي الرمزي": لنصوص الكتاب والسنة، من غير رابطة من لغة أو أثر، وذلك لاعتقادهم برمزية الحروف والأرقام.
أبرز رموز هذا التيار:
ابن عربي الفيلسوف الصوفي، والحلاج المصلوب، والسهروردي المقتول، وجلال الدين الرومي، وابن الفارض.
هذا والله أعلم.