خرافات منتشرة

لماذا المدارس تحظر اليوغا؟

فريق البيضاء للترجمة

انتشر مؤخرًا إضافة اليوغا في مراحل التعليم العام، ولكن كان هناك قلق من سكان بعض المناطق حول كونها مخالفة دينية؛ مما وضع حدًا لهذه الموجة.
وقد شاع في بعض مناطق الولايات المتحدة ممارسة الطلاب لليوغا في أوقات الراحة بدلاً من الرياضات المعتادة، أو الألعاب الجماعية، ومما يساعدهم على ممارستها وفرة وتنوع مواد تعليم اليوغا على الشبكة العنكبوتية، وتصميم هذه المواد للمدارس، بالإضافة إلى شعبية برامج مدربي اليوغا الذين لديهم رغبة التدريب في المدارس.
وعلى الرغم من صعوبة الحصول على بيانات حديثة حول انتشار اليوغا في المدارس الأمريكية إلا أن (بيثاني باتزرBethany Butzer) -عالمة النفس في جامعة نيويورك– قامت بنشر استبيان في عام (2015م) كشفت فيه عن ستة وثلاثين برنامجًا لليوغا، تقام في (940) مدرسة حول الولايات المتحدة، ويقوم عليها أكثر من 5400 مدرب، كما كشفت عن قبول تطبيق برامج اليوغا المدرسية وتطبيقها عمليًا، وتنبأ الباحثون أيضًا إلى أن شعبية هذه البرامج ستزداد.

ولكن هذه الشعبية قُوبلت باحتجاجات صاخبة ضدها، ومما يذكر في ذلك:
أن إحدى مدارس المرحلة الابتدائية في ولاية جورجيا أضافت اليوغا ضمن جدول الطلاب الدراسي، وذلك عام (2016م)، وباتت بذلك محط جدل من قبل أولياء الأمور بحجة ترويج اليوغا لمعتقدات مخالفة للديانة المسيحية كتحية ناماستي، وتمارين كتب التلوين المتعلقة برمز الماندالا.

وقبل بضع سنين من هذه الحادثة قامت مجموعة من أهالي بلدة في مدينة سان دييغو برفع دعوى قضائية على إحدى المدارس بتهمة ترويج الديانات الشرقية من خلال برنامج اليوغا الذي قامت بإضافته، وقد أثار إصدار الحكم لصالح المدرسة الجدل والاعتراضات من جديد؛ لأن في إضافة برنامج اليوغا سوء استخدام للأموال العامة في المدارس التي تعاني من النقص في دخلها مسبقًا.

كما أحدث حظر اليوغا الذي وضعه مجلس التعليم في ألباما منذ وقت طويل ضجة بعدما تم إعادة تعميم أحد المستندات التي وضعت اليوغا ضمن الممارسات الممنوعة في حصة الرياضة.
ومن جهة أخرى يستند المؤيدون لليوغا على الدراسات التي توضح فوائدها.
ولكن شكك بعض الباحثون في تلك الأبحاث، فقامت (أيمي واكس (Amy Wax-الأستاذة المتخصصة في سياسة الرعاية الاجتماعية في جامعة بينسيلفينيا- بنقد بعض الدراسات الموجودة، ونشرت في مجلة أتلانتك عام (۲۰۱٦م).

أوضحت (جوليا بيلوز (Julia Belluz-مراسلة فوكس لصحة كبار العمر- أنه على الرغم من الزيادة المذهلة في عدد الدراسات التي أُجريت عن اليوغا خلال العقود الأخيرة، إلا أن الأبحاث تُقام غالبًا على عينات صغيرة من المشاركين وعلى مقارنات ناقصة، كما كشفت عن اعتراض بعض الآباء بأن منافع اليوغا المحتملة ليست كافية لتبرير الأموال التي تنفقها المدارس العامة عليها وهي في الأساس تعاني من قلة التمويل.
ويستشهد أكبر معارضي اليوغا بالجذور الهندوسية والبوذية لليوغا، وصعوبة الفصل بين الجذور الدينية لها وبين الممارسة المجردة عن هذه الجذور، فاليوغا تشمل العديد من الأفكار والممارسات، بعضها أكثر ارتباطًا بالجانب الديني من غيرها. ولكن حتى في الممارسات التي تبدو خالية من المعتقدات الدينية تجد إيحاءات لتلك الجذور، وتتواجد في عناصر بسيطة مثل تمتمة أوم، وأسماء وضعيات اليوغا السنسكريتية وتحيات ناماستي التي أثارت الجدل في ولاية جورجيا.

فالذي حصل في قضية (كوب كاونتي Cobb County) هو أن بعض الآباء شعروا بأن للمدرسة معايير مزدوجة، كونها تسمح بحصص اليوغا لكن في الوقت ذاته تمنع ممارسة الديانات الأخرى في المدرسة، فأخبرت إحدى الأمهات تدعى (سوزان جاراميلو (Susan Jaramillo أحد صحفيي (إن بي سي nbc) في المنطقة بأن المدارس تمنع الطلاب من ممارسة الطقوس الدينية، وفي ذات الوقت تفرض عقائدها على الطلاب، ومما تفرضه ممارسات دينية لا نريد لأطفالنا أن يمارسوها في مدارسنا.

وعلى الرغم من أن مدير المدرسة قام بالاعتذار على ذلك، ومراجعة محتوى البرنامج إلا أنه جادل الاعتراضات قائلًا: “إن أغلبها بسبب انطباعاتهم الخاطئة عن البرنامج”، وذكرت صحيفة (ذا واشنطن بوست The Washington Post) أن أحد الآباء أعرب عن قلقه حول ما إن كانت المدرسة تروج لديانات باطنية من أقصى الشرق تُمارس بالكريستالات والتمتمة تحت مسمى التخلص من الضغوط.
تعتمد اليوغا المدرسية غالبًا على التمارين الجسدية أو الاسترخاء وتصفية الذهن، وتجعل بعض المدارس ممارستها داخل الصفوف الدراسية بحيث يمارس الطلاب بعض أشكال التمارين على مقاعدهم أثناء وقت الاستراحة القصيرة خلال اليوم الدراسي، كما تجعل بعضها برامج اليوغا حصصًا اختيارية أثناء اليوم الدراسي أو في نهايته، بينما البعض الآخر يفردها بحصص مستقلة في الجدول الدراسي.

ولم يكن إدراج برامج اليوغا في مدارس الولايات المتحدة على درجة واحدة؛ فهناك بعض المناطق كان انتشار اليوغا في مدارسها أكثر من مناطق أخرى، واستنادًا على استبيان “بتزر” في عام (2015م) فبرامج اليوغا منتشرة بشكل أساسي في المدن الكبيرة الواقعة على السواحل مثل: لوس أنجلوس ونيويورك، وتوجد برامج كثيرة كذلك في المناطق التي يكثر فيها مؤيدي حركة العصر الجديد مثل: كولورادو وشمال غرب الولايات المتحدة، بينما ينعدم وجودها في المناطق الوسطى في الولايات المتحدة.

انتهى المقال بتصرف.


الكاتبة: عليا وانق Alia Wong: بكالوريوس مزدوج في الصحافة ودراسات الأمريكا اللاتينية من جامعة بوستن.

المقال المترجم يتضمن معلومات يمكن الاستفادة منها، ولا يلزم من نقله موافقة الكاتب في منطلقاته أو إقرار معتقده وتوجهاته.

المقالات الأخيرة